الخميس، 19 ديسمبر 2013

مفهوم الثقافة وخصائصها في عصر العولمة

        لقد كثر اللغط حول مفهوم الثقافة مفهوما ومنهجا فأصبح الكل مثقف يتكلم ويتصرف كيفما شاء بدعوى الحرية في التعبير أو

      إن مفهوم الثقافة هذا الذي ذهبنا اليه لا يختلف عما تقول به الباحثة (هناء عبيد) حين عرّفت الثقافة بأنها هى الذاكرة الجمعية لأى مجتمع من المجتمعات، وهى تشكل قيم المجتمع والسلوكيات المرتبطة بالأدوار المختلفة في تفاعله فمن هذا المنطلق فالثقافة في مفهوم الباحثة هى "أساس هوية المجتمع وانتمائه، وتميزه عن غيره من المجتمعات " ومن هذا المقام يجدر بنا أن نؤكد على معنى هام ألا وهو أن مفهوم الثقافة يتلاقى ويتوحد مع اختلاف وتباين ثقافة كل أمة وكل مجتمع حتى أننا سنؤكد في في مفهومنا للثقافة على تعددية ثقافات العالم وتوحدها في القيم الإنسانية الأساسية فحين نتحدث عن هوية عربية تميز الشعر العربي ، أو ثقافة غربية تميز الشعر الإنجليزي فقد تتباين أو تتوافق في المجتمع الإيطالي كل هذه الاختلافات تأتى أمر طبيعياً لا يعنى توافر سمات مشتركة بين هذه الأمم وبين هذه الثقافات وفي هذا الاتجاه يؤكد الباحث (جابر على خطاب ) بقوله الثقافة في معناها العام هي النموذج المعاصر للحياة في مجتمع ما في فترة زمنية معينة.


    ومن هذا المنطلق يتضح للجميع أن مفهوم الثقافة لا يقتصر على مجموعة معارف الإنسان أو معتقداته أو اتجاهاته وآرائه وما إلى غير ذلك من أنشطة معرفية وعقلية بل أنها أيضاً تشمل جميع مظاهر حياته السلوكية المختلفة من طقوس وعادات وأعراف وقوانين وظواهر وعمليات وأنشطة وأنماط علا ئقية بكل تجلياتها وانعكاساتها المتنوعة فالثقافة من هذه الزاوية تمثل وحدة متكاملة لثقافة أمة ما بمثابة الجسد والروح اي لا يمكن تصور جسد بلا روح إلا ميتا كما لا يمكن تصور روح بلا جسد إلاّ في الأشباح غير أن الباحث (زكريا طاحون ) يضعنا في حيرة حيث يذهب التأكيد أن الثقافة ليست شيئاً ملموساً يخضع للتعريف والتوصيف، بل هي عملية تنظيم مراحل متتالية، فذكر منها المعارف والبيانات التي تحويها الكتب والمجلات ومتاحف الفنون، إلى غير ذلك من عناصر المادة الخام للثقافة وما يتعرض له الإنسان بالقراءة والمشاهدة والاستماع، وما يصاحب ذلك من شروح في المدرسة والجامعة والمنشئات التعليمية، ليخزن ذلك في عقل الإنسان ووعيه بالذاكرة والوعى وهى (جهاز واحد من أجهزة الإنسان) من معارف، وما يحدث بينها وبين سائر أجهزة الفكر والإحساس في الإنسان من تفاعل، ثم تتحول المعارف إلى ثقافة في باطن الإنسان، ويعبر عنها لغة أو سلكا أو بهما معا، فإذا ما شاعت في أفراد المجتمع صارت ثقافة المجتمع التي تضبط استجاباته وسلوكه هذه المفاهيم المتنوعة في رأي إنما تؤكد على اختلاف الثقافة المحلية عن الثقافة المحمولة التي تسعى أمريكا أو فرنسا والماسونية الصهيونية أو غيرهم ممن يسير في فلكهم إلى فرض لغتهم وسلوكياتهم الثقافية على الثقافة التي تميز المنطقة العربية .

    إنّ الثقافة كما يراها البعض ونتفق معهم تماما الاتفاق حول هذا الاستنتاج الذي يذب إلى القول بأنّ الثقافة إنما هي "ثمرة كل نشاط إنسانى محلى نابع عن البيئة، ومعبر عنها بكل المظاهر والوسائل ومؤصّل لتقاليدها في هذا الميدان أو ذاك، فالثقافة إذن هي نتاج النشاط الإنسانى لأبناء هذا المجتمع سواء عن طريق لغتهم وأفلامهم ومسرحياتهم وأعمالهم الدرامية التلفزيونية ومعارضهم الفنية وندواتهم الشعرية كل هذه الأنشطة الإنسانية والسلوكية إنما تمثل في مجملها ثقافة هذه الأمة من الأمم وهى تتميز بطبيعة الحال عن غيرها من ثقافات الأمم الأخرى وإن اتفقت معها احيانا في التعبير عن القيم الإنسانية العالمية" .

   ويرى الباحث( باسم على خرسان) أن مفهوم الثقافة لا يمكن تحديده تحديداً واضحاً في مفهوم واحد فهمي بل يتسع المفهوم ليشمل كل المظاهر اللغوية والسلوكية لمجتمع ما من المجتمعات ويمس مختلف جوانب الحياة، وبرغم صواب الطرح الذي أشار إليه الباحث إلا أن طبيعة الدراسة لمعنى الثقافة تقتضى تحديد مفاهيم معينة تحديداً واضحا تساهم بدورها في اكتمال ملامح وجوانب الدراسة وإن كنت متيقنا من أن تنوع التعريفات وتعددها وتنوع وتعدد جوانب الحياة لا يمنعنا من تقد يم تعريفات مضبوطة تماما لمفاهيم الثقافة ونحن إذ نفعل ذلك نعى جيداً أوجه الاختلاف بين هذه المفاهيم خاصة منها ما تضمن بعدا سياسيا أو اقتصادياً أو اجتماعيا أو ثقافياً، إلا أننا مع ذلك نؤكد على صحة جميع هذه التعريفات ونأخذ منها ما يخدم موضوع النقاش .

    وفي هذا الاتجاه يرى الباحث (السيد ولد أباه ) في تعريفه للثقافة تعريفا يراعى الأبعاد الأنثروبولوجي للثقافة بقوله الثقافة هى "مجموع جوانب الفضاء التواصلى البشرى" أى إدراك البشر لواقعهم والدلالة التي يسندونها له، والمشاريع التي يتبعونها لتغييره وتحريره، بالإضافة إلى أنماط العلاقات التي يقيمونها فيما بينهم فيدخل في هذا التحديد كل ما يمس الجوانب العقائدية والمعرفية والسلوكية، دون تميز أو حصر..؟

    إن هذا التعريف يلتقى في جوهره مع التعريفات التي ذكرنها قبله ولا يأتى بجديد إلا من حيث كون الثقافة تسعى من وراء المشاريع التي يتبناها أبناء هذا أو ذلك المجتمع إلى تغير واقعهم وتطويره وتحريره من أنماط الاستغلال أو الاحتلال على كافة مناحى الحياة دون انغلاق في الابداع والفنون .

    ومن التعريفات المتميزة للثقافة والتي سعت من وراء طرح مفهوم للثقافة إلى الربط بين التعريف وبين الأزمة التي مرت بها المنطقة العربية نذكر تعريف الباحث( تركى الحمد ) للثقافة بأنها هى " مصدر القيم ومصدر المعايير ومصدر الأحكام التي تحدد السلوك في نهاية المطاف الذي هو عبارة عن ترجمة عملية للتصورات الذهنية المنبثقة عن ثقافة مجتمع ما والمحددة لدرجة إدراك العالم المحيط بهذا المجتمع ومن ثم الحكم على تعريف ثقافة المجتمع من خلال السلوك وهكذا يرى بعض الباحثين في هذا التعريف ما يتفق مع التعريفات السابقة غير أنه يربط بين الثقافة العربية وبين الأزمة التي تتعرض لها الأمة العربية وحينما نتحدث عن الثقافة فإننا لابد وأن نطرح اشكالية هامة تتعلق بمميزات الثقافة وأقصد هنا هل للثقافة خصائص أو مقومات تميزها وتجعل لكل أمة خصائص تميز هذه الثقافة عن تلك فمثلا نحن نتحدث عن ثقافة عربية واحدة ولكن هناك بين البلدان العربية ما يميز هذا البلد عن الآخر وقد تحدث الباحث ( تركى الحمد ) في هذه الاشكالية حيث تحدث في هذا الصدد وذهب إلى القول: نعم هناك ثقافة عربية واحدة ذات خصائص محددة ومعينة مشتركة ولكن إلى جانبها أو في إطارها، هناك ثقافات فرعية لا يمكن حصرها فعلى مستوى البلد هنالك ثقافات وطنية متمايزة، وعلى مستوى الإقليم كذلك هنالك تمايز أيضاً وهكذا.

    إن ما ذهب اليه الباحث هنا إنما يأتي صحيحا ومقنعا فنحن نذهب معه إلى القول إلى أن هناك ثقافة فرعونية أو يونانية أو رومانية أو مسيحية أو إسلامية أو بروليتارية أو شيوعية أو ثقافيات متخلفة وثقافات عصرية... إلخ فإن ذلك القول يعد صحيحا وهو ما يأتى مخالفا تماما لما تسعى إليه أمريكا لفرض ثقافة أحادية تحت عنوان العولمة ومسخّرة لها كل وسائل التبليغ لتلغى في المقابل ثقافات الآخرين.

    من هذا المنطلق يتعين علينا التأكيد على أن الثقافة العربية مع ما أصابها من تشويش وتشويه فهي تتميز ببعض الخصائص العامة التي تميزها عن غيرها من الثقافات الأخرى بل وتجعلها منفردة تميزها عن غيرها من ثقافات العالم الأخرى، ولا تستمد خصائصها كما يتضح من المعانى الظاهرة لنقاط التميز والتخصص لهذه الثقافة فقط، بل تحوى بداخلها الكثير من المعانى الإيجابية إن نحن التزمنا الحياد الفكرى واحترمنا نتائج البحث العلمي وقد ذهب بعض الباحثين المتخصصين في علوم الحضارة والثقافة إلى تحديد مقومات ثقافتنا العربية ببعض المقومات التي تجعلها تختلف عن غيرها من المقومات التي يعلنها دعاة العولمة.
ومن المختصين الذين تحدثوا عن مقومات الثقافة العربية نذكر( السحمراني ) الذي تحدث عن هذه المقومات وحددها في العناصر التالية:
التصرف وفقا لثقافة العصر وتطور حياة الجيل الجديد عبر القارات الخمس تحت تأثير الوسائط الاعلامية وتكنولوجيا الاتصال والتواصل دون رقيب ولا حسيب للقيم، وفي غياب الكثير من الضوابط التي نراها ضرورية للحد من تأثير هذه المفاهيم والممارسات الثقافية الخاطئة، ارتأينا المساهمة بما نملكه من رؤية حول مفهوم الثقافة وضوابطها المنهجية لغة وسلوكا معتمدين في هذا البحث على منهج المقاربة اللغوية والسلوكية وعليه يمكننا القول إذن أن الفعل ثقّف في اللغة العربية يعنى قوّم الاعوجاج حيث كان العربي قديما يقول: ثقّفت الرمح أي قوّمت الرمح، من هنا تبلور معنى الثقافة التي في مفهومها اللغوي تعنى تقويم ما هو بحاجة إلى تقويم في الاعوجاج وتعديل ما يمكن تعديله، وبطبيعة الحال فإن الإنسان يعيش وسط مجتمع تحكمه الكثير من القيم الخيّرة والشريرة فالثقافة من هذا المنطلق إنما هي أمر يتعلق بذات الإنسان مطبوعة بالخير والشر، ويحمل معنى التقويم والإتقان، الارتقاء بذات الانسان إلى معاني الخير والحق والعدل والجمال بدل الشر، وسائر القيم الحميدة فالثقافة في جوهرها عملية تحرير للطاقات باتجاه توليد وعي جمعي لغة أو سلوكا أو هما معا فتتشكل الهوية التي تقود وتطبع الحضارة بطابعها المتنوع ذلك أن مجمل هذه الطاقات المشكلة من القيم والمعاني التي يفترض فيها التوجه إلى الارتقاء نحو الأفضل حتى تصبح في النهاية هي ما يميز جيل من الأجيال أى أن ما يميز شخصية أجيال أمتنا العربية هى لغتنا العربية التي تجعلنا نفكر ونبدع في كافة المجالات من الفنون والعلوم معبرين عن أعرافنا وعاداتنا وتقاليدنا وسلوكياتنا المتميّزة بالمقاربة الخيرية فكل هذه المقاربة مجتمعه تسمى الثقافة العربية وهنا أقصد اللغة العربية التي تعد المفهوم الأول في الثقافة العربية، وكثيرا ما حاول الغرب التقليل من شأنها وأهميتها بوضع اللغة الفرنسية أو الإنجليزية تحديداً بديلاً إجبارياً عن اللغة العربية وذلك من خلال ترتيب عناصر مقاربة تفوق العولمة بمختلف مظاهرها السياسية الاقتصادية الاجتماعية والثقافية ومن ثم تأتى الفنون التكنولوجية البصرية مركزة على أهمية الصورة البصرية المجسمة بدل اللغة حيث ظهرت في الإبداع وحملت مسمى التجريب الذى قلل من أهمية اللغة المنطوقة واستعاض عنها بلغة الصورة الخيالية أو المجسمة ومن ثم ظهر ضعف لغة النص الأدبي واستقواء لغة الصورة المرئية.

1-الإيمان الديني.
2-الإنسان هو المحور الرئيسي في حضارتنا.
3-الروح الجماعية.
4- التوازن الروحي- المادي أو المعنوي- المادي.
5- ثقافتنا تمجد القيم وتعلى من شأنها.
6- وثقافتنا تقدس الرابطة الزوجية.

      وهكذا نلاحظ تميّز هذه المقومات عن غيرها من الثقافات بالدعوة إلى المحافظة على القيم الدينية السامية، إذ أن بلادنا هى مهد الرسالات السابقة، والإنسان هو المحور الرئيسي الذي يسعى إلى بناء الحضارة الثقافية ولكن ليس على حساب الجماعة، إذ أن ديننا يرفض الأنا ويدعو إلى الجماعة ويدعو أيضاً إلى تحقيق التوازن المادي والروحى و تأتى الأسرة لاحق بمثابة الوعاء الحق الذى تتحقق فيه هذه المقومات .

    اننا ونحن في مواجهة الحضارة الغربية يجب التسلح بمقومات الثقافة العربية صحيحة لا محمولة لتكون قادرة على مواجهة ثقافة العولمة التي تسعى أمريكا ومن يسير في فلكها لفرضها على العالم وتسعى من وراء ذلك إلى إلغاء الآخرين والتركيز فقط على ثقافتها المتفردة ذلك أن العولمة الأمريكية تدعوا إلى إيجاد ثقافة كونية أو عالمية تحوى منظومة من القيم والمعايير لفرضها على العالم أجمع بل أكثر من ذلك فإن العولمة الثقافية الأمريكية تدعو صراحة إلى محو الهويات الثقافية المتقدمة، وإنها فعلا تسعى إلى فرض نظام ثقافي موحد على كل أنحاء العالم، إلى جانب ظهور الأفكار العالمية الجديدة التي تكون خطراً مباشراً لزعزعة المواقع التقليدية للنخب السياسة الحاكمة .

      إن هذا التحديد الخاص بمقومات الثقافة يؤكد في نظرته الأحادية القاطعة على كون العولمة الثقافية تسعى فقط إلى محو الهويات الثقافية الأخرى وإلى فرض نظام ثقافي عالمي واحد تحت عنوان العولمة وبرغم أن هذا الرأى قد يلقى قبول من قبل العديد من المثقفين في دول العالم، إلا أننا نتفق مع الرأي القائل في حوار الثقافات أو تلاحقها أو حتى تصادمها رأيا آخر، فهو يرى سواء تحاورت الثقافات أو تلاحقت بإحدى الطريقتين أو بغيرهما، فإن ذلك لا يعنى مسح أحدهما لصالح الآخر، أو الغاء هوية أحدهما والذوبان في هوية الآخر فالياباني مازال يابانيا والكورى ما زال كوريا في الجوهر رغم كل المؤثرات الثقافية.
فعلى الرغم من سداد الرأيين إلا أنه يظل هناك الرأى الثالث الذى يؤكد على أن الغرب يسعى إلى تحقيق مفاهيم جديدة للتدخل الثقافي بكل الوسائل والطرق حتى اذا اقتضى الأمر الاحتلال العسكري فالبعض قد يستخدم مفهوم الغزو الثقافي والبعض الآخر يستخدم الاختراق الثقافي بينما يستخدم البعض الآخر مفهوم الثقافة العالمية دون الأضرار بالآخرين إذا أردنا أن ندقق قليلا في هذه المفاهيم فإننا ندرك أن الغزو الثقافي يختلف عن الغزو العسكري الذى يحتل أراضي الشعوب المُغزاة بينما الغزو الثقافي لا يحتل الأرض ويترتب على احتلال الأرض بقاء المستعمر إلا أنه يرحل مع انقضاء الوقت بينما يبقى الغزو الثقافي ماثلا في عقول الشعوب ولنا في ذلك مثالا حيا يتمثل في واقعنا العربي فقد زال عن بعض بلداننا العربية الاحتلال العسكرى ولكن ظلت ثقافة هذا العدو تسرى في عقول ووجدان هذه الشعوب إلى يومنا هذا، خذ مثالا حيا عن بلدان الخليج العربي وبلدان المغرب العربي ويأتي في مقدمة هذه البلدان  بلادنا الجزائر التي ضربت الثقافة الفرنسية اطنابها في عقول السواد الأعظم من الجزائريين .

      وفي هذا التوجه يؤكد الباحث( باسم خرسان) على أن الغزو الثقافي لا يختلف عن الاختراق الثقافي ذلك أن كلاهما يسعى إلى تحقيق نفس الهدف، وإن كانا يختلفان في الوسيلة فإذا كان مفهوم الغزو الثقافي قد اقترن بمرحلة السيطرة الأوروبية المباشرة على العالم فإن مفهوم الاختراق الثقافي قد اقترن بالتطور الثقافي في مجال تكنولوجيا الاعلام والاتصال حيث وجدت الدولة المالكة للثقافة نفسها اليوم أكثر قدرة على التأثير ثقافياً على الدول الأخرى وبالتالي إخضاعها من دون حاجة إلى استخدام القوة العسكرية .
     مما سبق يتأكد أخي القارئ أن ما يحدث على الساحة العالمية من نقل لمظاهر الفساد كالاختلاط العشوائي غير المبرر بين الجنسين، ارتداء الأقمصة والسراويل الهابطة أو المثقوبة ومظاهر حلق الشعر أو اسداله والتفوه بعبارات لفظية تخدش الحياء هو اختراق ثقافي وليس غزو ثقافي ذلك أننا تخطينا هذه المرحلة ويكفي الاستدلال على أننا جميعاً عندما نستخدم خدمة الانترنت وما تنقله لنا المواقع الاجتماعية من تأثيرات ثقافية بالغة الأثر فنخضع جميعا على مستوى العالم لمتحكم واحد هو أمريكا.

     وبهذا تكون أمريكا قد نجحت في ايصال ما تود اليه من توصيل ثقافي مع ألذّ المغريات والومضات الإشهارية للصور الخليعة والممارسات الحرمة دون عناء أو تحرك جندي واحد من مكانه اللهم اذا تعلق الأمر بتفتيت البلد والاستفادة من خيراته أو شغل الرأي العام العلمي والداخلي عن ازمة القادة السياسيين للولايات المتحدة الأمريكية ولنا مثال حي فيما حدث مؤخرا في العراق وأفغانستان وبعض دول الاتحاد السوفيتى المتحلل ،والتهديدات المحاكة بسوريا وإيران وفي هذا للأمر أبعاد سياسية أخرى ذات نتائج متعددة الأهداف منها الهدف الثقافي.

    إننا قد نتفق مع كل الآراء الواردة في الموضوع أوقد نختلف معها ومع ذلك لابد أن نضع أمام اعيننا بعض المقومات الثقافية التي لابد من التعرف عليها ولابد ألا نتجاهلها لأنها تضيف لمفاهيمنا بعدا جديدا فيما يتعلق بقضية الثقافة في مواجهة الاختراق الثقافي المعولم ونقصد هنا أهمّ سمات وصفات وأهداف العولمة الثقافية الأوربية المِؤمركة المتمثلة في:

1- تمجيد الاستهلاك والمبالغة في الصرف.
2- تقديس الفردية .
3- توفير مناخ العنف السياسي.
4- ثقافة العولمة / الأمركة المادية الأبعاد لا تقيم وزنا لغير الكم والمقدار ولغة الأرقام.
5- ثقافة، بطابعها المادى ولا اعتبار فيها للقيم الأخلاقية السامية. 6- لا مكان لثقافة الأسرة التقليدية المستقرة في الثقافة العربية.
7- إن ثقافة العولمة لا تحترم الخصائص العقدية والثقافية للشعوب والأمم، أى لا تحترم المجتمع التعددى.

      فالقراءة المتأنية لأهم مقومات العولمة الثقافية المتأمركة إنما تؤكد ما يقوم على مقومات ثقافية مناقضة لأهم مقومات ثقافتنا العربية فنحن لا نقدس الفردية على المستوى الدينى ولا نرحب بالعنف ولا نسعى لخلق مناخات تولد العنف ونحن نقيم وزنا للأسرة ونحترم عقائدنا وعقائد غيرنا من الأمم ولا نقيم وزنا للثقافة المادية والجنسية على حساب تعالمنا الاسلامية وقيمنا العربية كما تفعل العولمة الثقافية الأمريكية ومن كل ما سبق يأتي تقييمنا للمفاهيم الثقافية بالدعوة إلى ساستنا وإعلاميّينا ورجال اعمال تجارتنا وشبابنا وشاباتنا الملوعين بالثقافات الوافدة اتخذ الحذر ثم الحذر والحيطة حتى نتجنب شرّ كلا من الاختراق أو الغزو الثقافي فعلينا أن نأخذ بما يستقيم ويطور ثقافتنا في اطارها الصحيح المتفتح على تكنولوجيا الابداع العلمي المفضي إلى التطور والرقي بدل التقهقر والانحطاط بحيث نرفض مقومات القيّم والمفاهيم الثقافية الهابطة تحت عنوان العولمة الثقافية المتأمركة.

                                                                    لعروسي رويبات أحمد/ رئيس الوسيط السياسي
                                                                     الجزائر في 30/10/2013




0 التعليقات:

إرسال تعليق